الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية مقال رأي: ليس لنا حكومة ورئيس حكومة في مستوى المخاطر التي تهدد بلادنا

نشر في  27 مارس 2015  (09:47)

بقلم صالح الزغيدي

أود قبل كل شيء أن أوضح أنني لم أكتب هذا المقال لتصفية حسابات مع حكومة لم أكن من البداية من مؤيديها... ولا هي محاولة من طرفي لاستغلال الظروف التي خلقها الاعتداء الارهابي من أجل السعي الى اخراج النهضويين من الحكومة، وأنا المعارض المبدئي لمجرد تواجدهم في صلبها.

لا، لا، أبدا... حقيقة وبكل صراحة، ما يعنيني اليوم وما يشغلني في هذه المرحلة القاسية التي تمر بها بلادي، هو ضرورة توفير كافة الظروف والمستلزمات التي تمكننا من كسب المعركة الخطيرة ضد التيارات الاسلامية الارهابية، ومن استرجاع الثقة عبر توفر قيادة سياسية في مستوى خطورة الأحداث والقضايا، قادرة على تعبئة الطاقات البشرية والاقتصادية لإعادة تنظيم أمور البلاد ووضعها على طريق الخروج من الازمة العميقة والمتعددة الأوجه التى تعيشها منذ 4 سنوات، بالتعاون مع كافة القوى الحية والديمقراطية.

ويبدو لي أنه أصبح الآن من الوضوح بما فيه الكفاية أنّ التسيب والانفلات السائدين اليوم لا يمكن الا أن يجرا البلاد الى كارثة لا تخفى خطورتها على أحد. انني أقولها بكل وضوح وبكل صراحة، ومع احترامي للجميع: ليس لنا اليوم حكومة ورئيس حكومة في مستوى المخاطر التي تهدد بلادنا. نحن، في أحسن الحالات، أمام فريق حكومي من نوع "المكلف بتصريف الأعمال ".

انّ الفصل 91 من الدستور يؤكد على أنّ "رئيس الحكومة يضبط السياسة العامة للدولة ويسهر على تنفيدها". اننا، في هذه الظروف الدقيقة، لسنا في حاجة فقط وبالأساس الى متصرفين جيدين أو اداريين ممتازين على رأس الحكومة والوزارات، بل نحن في حاجة الى قيادة سياسية بأتم معنى الكلمة، وذلك يعني بالضرورة فريقا حكوميا من رجال ونساء ذوي ديناميكية عالية، حاملى أفكار ومشاريع، قادرين على الخلق والابداع، و خاصة على زرع ثقة عميقة لدى المواطنين والمواطنات تجعل مصداقيتهم مرتفعة وهو أمر غاية في الأهمية.

أقول وأؤكد أننا في حاجة، وفي أسرع الأوقات، الى حكومة حقيقية وقوية، وليس الى شبه حكومة، ضعيفة ومحدودة الطاقات والامكانات.... لذا كفانا تملقا وتساهلا ولنكن جديين... كفانا مضيعة للوقت وهو ثمين... انّ بلادا بدون قيادة سياسية لا يمكن لازمتها الا أن تتعمق، ويصبح الأفق لا محالة كارثيا.